من هو سعد الله ونوس - Saadallah Wannous
ما لا تعرفه عن سعد الله ونوس
سعد الله ونوس أديب ومسرحي سوري انطلق من بيئة فقيرة في الساحل السوري، وصل إلى العالمية من خلال كتاباته المسرحية ومساهماته الأدبية في مرحلة تاريخية مفصلية وقاسية في تاريخ الشرق الأوسط.
السيرة الذاتية لـ سعد الله ونوس
ولد الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس في سوريا عام 1941 في منطقة ريفية فقيرة في الساحل السوري، تابع دراسته في ثانوية طرطوس ومن ثم حصل على منحة لدراسة الصحافة في جامعة القاهرة، حدث الانفصال بينما كان لا يزال طالباً الأمر الذي كان له الأثر البالغ على نفسيته وقد دفعه ذلك إلى كتابة أول مسرحياته، اهتم بالمسرحيات التي تتناول المشاكل الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي أصيب بخيبات أمل كبيرة بعد نكسة 5 حزيران بالإضافة إلى حرب الخليج عام 1990، تم تشخيص مرض سرطان البلعوم من قبل الأطباء والذين توقعوا أن المرض سوف ينهي حياة ونوس خلال ستة أشهر لكنه صارع المرض لخمس سنوات وهو لا يزال يكتب، عاد مرض السرطان للظهور منهياً حياة المسرحي العالمي عام 1997.
بدايات سعد الله ونوس
ولد سعد الله ونوس عام 1941 في قرية حصين البحر التابعة لمحافظة طرطوس- سوريا في أسرة فقيرة عاشت حياة البؤس والفقر والحرمان، عندما التحق بالمدرسة الابتدائية ظهر ضعفه في مادة التعبير الأمر الذي دفعه إلى مطالعة الكتب بشكل أكبر، كان أول كتاب اقتناه "دمعة وابتسامة "لجبران خليل جبران بعدها توسعت مكتبته لتشمل كتب ميخائيل نعيمة وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم ويذكر أنه كان يشتري كتبه بالدّين.
حصل على الثانوية عام 1959 من ثانوية مدينة طرطوس وحصل على منحة في نفس العام لدراسة الصحافة في كلية الآداب- جامعة القاهرة، كان للانفصال بين سوريا ومصر وقع كبير عليه حيث كتب مسرحيته الأولى "الحياة أبداً" عام 1961 ولكنها لم تنشر حتى هذا اليوم.
تخرج عام 1963 وعاد إلى دمشق ليعين مدير قسم النقد في مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة، خلال فترة عمله في المجلة ازداد اهتمامه وتركز على المسرح، وعندما سنحت له الفرصة سافر إلى باريس في إجازة دراسية لدراسة الأدب المسرحي في معهد الدراسات المسرحية التابع لجامعة السوربون، عندما وصلته أخبار نكسة 5 حزيران عام 1967 شعر بأنها هزيمة شخصية له وكان رد فعله على ذلك كتابته لمسرحية "حفلة سمر من أجل 5 حزيران".
بعد عودته إلى دمشق أمضى أربعة أشهر من الأسوأ في حياته ثم عاد إلى فرنسا التي شدته فيها الحياة الفكرية وأخرجته من عزلته، مارس مع زملائه في الجامعات الفرنسية العديد من النشاطات السياسية التي كانت تهدف إلى التعريف بالقضية الفلسطينية من خلال الكتابات والمنشورات، كان مؤمناً بالاشتراكية العلمية منهجاً وأسلوباً في الحياة لكنه لم يعرف انتماءً إلى أي تنظيم حزبي.
الحياة الشخصية ل سعد الله ونوس
كان سعد الله ونوس متزوجًا من امرأة تدعى فايزة شاويش. وله ابنها اسمها ديمة. أما من حيث ديانة سعد الله ونوس ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة علوية
أشهر أقوال سعد الله ونوس
وفاة سعد الله ونوس
عام 1997 طلبت اللجنة المنظمة لجائزة نوبل للآداب من إدارة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم إبلاغ المسرحي الكبير سعد الله ونوس بنيله جائزة نوبل للآداب وذلك عن ترشيح المجمع العلمي بحلب- سورية ثم أجمعت على صحة الترشيح الأكاديميتان الفرنسية والسورية، لكن الموت غيّب ونوس قبل أيام قليلة من هذا الخبر فلم ينل الجائزة، رحل ونوس في 15 أيار/مايو 1997، مخلفًا إرثًا كبيرًا من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة التي ترجم الكثير منها إلى عدة لغات حول العالم.
إنجازات سعد الله ونوس
بعد أن أنهى دراسته في فرنسا عاد ونوس عام 1968 إلى دمشق ليتم تعيينه رئيس تحرير مجلة أسامة الخاصة بالأطفال بين عامي 1969 – 1975، عمل عام 1969 مع بعض عشاق المسرح مثل علاء الدين كوكش على إقامة مهرجان دمشق المسرحي الذي عرضت خلاله مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" وقد حقق المهرجان نجاحًا على مستوى الوطن العربي وتوقف المهرجان بعد عام 1978 بسبب الظروف السياسية التي كانت تمر بها المنطقة.
بعد عام 1975 أخذ إجازة بلا راتب وبدأ بالعمل محررًا في صحيفة السفير البيروتية قبل الحرب الأهلية اللبنانية وبعد أن نشبت الحرب عاد إلى دمشق ليعمل مديرًا للمسرح التجريبي في مسرح القباني الذي تشرف عليه وزارة الثقافة حيث أوكل إليه أن يؤسس المسرح ويضع برنامجه.
في عام 1977 أسس فرقة المسرح التجريبي مع صديقه المسرحي فواز الساجر التي كانت تهدف إلى تقديم مسرح وثائقي يكشف من خلاله مشاكل المجتمع ويدعو إلى الإصلاح والتغيير، عام 1977 أصدرت وزارة الثقافة السورية مجلة الحياة المسرحية والتي أوكل إلى ونوس رئاسة تحريرها حتى عام 1988 وهي مجلة متخصصة بشؤون المسرح.
اعتصم ونوس عن الكتابة بعد غزو إسرائيل للبنان وحصار بيروت عام 1982 لمدة عشر سنوات عاد بعدها إلى الكتابة في أوائل التسعينات من القرن الماضي من خلال مجموعة من المسرحيات السياسية بدءًا بمسرحية "الاغتصاب" 1990 والتي تصور الصراع العربي الإسرائيلي، إلى جانب "منمنمات تاريخية"1994 و "طقوس الإشارات والتحولات"1994 و "أحلام شقية"1995، "يوم من زماننا" 1995 وأخيرًا "ملحمة السراب" 1996، و"بلاد أضيق من الحب" 1996.
عام 1992 شخص الأطباء ورمًا أصاب عنق ونوس بأنه سرطان البلعوم وقد توقعوا أنه سيفارق الحياة خلال ستة أشهر، لكنه ناضل وكافح المرض و استمر بالكتابة لخمس سنوات لاحقة، ويصف ونوس أثر الواقع العربي والحروب وبالتحديد حرب الخليج على إصابته بالسرطان قائلًا: " أشك معها في أنها كانت السبب المباشر لإصابتي بمرض السرطان، وليس مصادفة أن يبدأ الشعور بالإصابة بالورم أثناء الحرب والقصف الوحشي الأمريكي على العراق".
ويقول في حديث آخر معه: "أعتقد أن إسرائيل سرقت السنوات الجميلة من عمري وأفسدت على إنسان عاش خمسين عامًا مثلًا، الكثير من الفرح وأهدرت الكثير من الإمكانات "
تأثيره على الأدب في سوريا
لعل سعد الله ونوس كان يشكل بالنسبة لعدد لا يحصى من المثقفين والمبدعين العرب الضمير المعلن والقادر على المصارحة والتصريح العلني، في مشهد الصمت، وكانوا يقنعون بذلك ليتسنى لهم الذهاب إلى النوم براحة زائفة، مطمئنين أن ثمة من يحمل عنهم عبء المجابهات، لقد كان ونوس أحد علامات الضمير الشجاع الذي بات يتقلص ويندر.
خلق ونّوس مسرحًا جديدًا مختلفًا عن مسرح الخطابة. فقد آمن بـ (الكلمة – الفعل) وخلق مسرحًا وجوديًا فلسفيًا.
وفي حوار لونّوس عام 1979 شرح ونوس ما كان يقصده بأنه يؤمن بعبارة الكلمة- الفعل عندم يصف عرضه مسرحية "حفلة سمر لأجل 5 حزيران" لأول مرة: "حين عرضت المسرحية بعد منع طويل، كنت قد تهيأت للخيبة، لكن مع هذا كنت أحس مذاق المرارة يتجدد كل مساء في داخلي وينتهي تصفيق الختام. ثم يخرج الناس كما يخرجون من أي عرض مسرحي، يتهامسون، أو يضحكون، أو ينثرون كلمات الإعجاب. ثم ماذا؟ لا شيء آخر. أبدًا لا شيء.. لا الصالة انفجرت في مظاهرة ولا هؤلاء الذين يرتقون درجات المسرح ينوون أن يفعلوا شيئًا إذ يلتقطهم هواء الليل البارد عندما يلفظهم الباب إلى الشارع حيث تعشش الهزيمة وتتوالد".
حيث يقصد من كلامه أن الكلام الموجه للجماهير ضمن المسرح لم يشكل أي حافز ولم يغير أو يولّد أية إرادة أو ثورة في هذا الجمهور، وهذا ما أراد أن يشير إليه بأن الكلمة لم تتحول إلى فعل وأن مشكلةً ما لاتزال موجودة، هكذا كان سعد الله ونوس مقاتلًا بالكلمة وحالمًا بالحرية حتى آخر لحظة في حياته، فقد ذكرت زوجته فايزة شاويش أنه لم يترك الكتابة والورق والأقلام حتى في أيامه الأخيرة بالمستشفى وهو يودع دنيانا.
طرح ونّوس فكرة "تسييس المسرح" كبديل عن المسرح السياسي، كان مؤمنًا بأهمية المسرح في إحداث التغييرات السياسية والاجتماعية في العالم العربي، من أجرأ مسرحياته السياسية "الفيل يا ملك الزمان" (1969)، "الملك هو الملك" (1977)، و"رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" 1978.
كلف المعهد الدولي للمسرح، التابع لليونسكو، سعد الله ونوس بكتابة "رسالة يوم المسرح العالمي" لعام 1996، وكتب هذه الرسالة التي ترجمت إلى لغات العديد من بلدان العالم، وقرئت على مسارحها.
أهم ما جاء فيها العبارة الشهيرة:
"إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ".
فيديوهات ووثائقيات عن سعد الله ونوس
آخر تحديث